السبت، 12 أبريل 2014

المطلوب في مادة الجرح والتعديل لاختبار الفترة

المطلوب في مادة الجرح والتعديل لاختبار الفترة ...

افادني الثقة اﻷخ القدير محمد الحكمي
أن المطلوب كما نص عليه الشيخ  مايلي  /
1- مذكرة في علم الرجال
وهذا رابطها

2- مذكرة علم الجرح والتعديل ملخصاً من تدريب الراوي
وهذا رابطها

المجموع 52 صفحة

الخميس، 10 أبريل 2014

منهج اﻹمام الترمذي في سننه

- منهج الإمام الترمذي
22/06/2011
إسلام ويب
تبوَّأ الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي مكانة عالية بين الأئمة المحدثين أصحاب المصنفات، ويكفيه رفعةً وفضلاً أنه كان من خواص تلامذة الإمام البخاري، وقد حَفِلَ كتابه الموسوم "الجامع..







قراءة : 7091 | طباعة : 580 |  إرسال لصديق : 3 |  عدد المقيمين : 42

تبوَّأ الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي مكانة عالية بين الأئمة المحدثين أصحاب المصنفات، ويكفيه رفعةً وفضلاً أنه كان من خواص تلامذة الإمام البخاري، وقد حَفِلَ كتابه الموسوم "الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل" بالفوائد الحديثية الجمّة، وختمه بذكر منهجه في تخريج الحديث، إضافة إلى جزء في قواعد علم "علل الحديث"، وصار ذلك الجزء مرجعا ونبراسا لكل من أراد الكتابة في "علل الحديث"، وغدا "الجامع الصحيح" أو "سنن الترمذي" - كما اشتُهر - ضمن كتب الصحاح أو السنن، والتي عرفت بالكتب الستة، وسنلقي الضوء في عُجالة على منهجه في سننه.

منهج الإمام الترمذي المتعلق بالأسانيد

أولا: شروطه في أسانيد سننه:

1- عمل العلماء بالحديث: كان المعتمد عند الإمام الترمذي أن يخرج الأحاديث التي عمل بها العلماء، وقد عبّر عن ذلك بقوله: "جميع ما في هذا الكتاب من الحديث معمولٌ به، وقد أخذ به بعض أهل العلم، ما خلا حديثين.. "، وليس معنى هذا أنه استقصى جميع الأحاديث المعمول بها، فهو لم يلتزم أن يذكر كل حديث معمول به؛ لأنه بنى كتابه على الاختصار، حيث قال: "وقد وضعنا هذا الكتاب على الاختصار لما رجونا فيه من المنفعة"، ومع ذلك فقد أورد أحاديث معلولة من أجل أن يبيّن علّتها ويكشف موجبات ردها، وأخرج أحاديث شديدة الضعف لأنها تُتمِّم فهم الصحيح أو تتقوى بالصحيح.

2- الرجال (الرواة): لم يحتجّ الإمام الترمذي بأحاديث الراوي شديد الضعف، وإذا أورد له حديثا فإنه يبيِّنه بحسب اجتهاده، وبذلك يكون شرطه أبلغ من شرط الإمام أبي داود، لأنه ينبِّه على هؤلاء الضعفاء ولا يسكت عنهم.

ثانيا: منهجه في التعليق على الأحاديث والحكم عليها:

1- الحكم على الأحاديث: اعتاد الإمام الترمذي ذكر حكمه على الحديث بعد نهاية لفظ الحديث، وكانت له مصطلحات خاصة في ذلك، وكان أوّل من عرّف الحديث الحسن بأنه: "كل حديث يُروى لا يكون في إسناده من يُتّهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذًّا ويُروى من غير وجه نحو ذلك"، والحسن عنده على أنواع، منها: الحسن الصحيح، والحسن الغريب، ومن أمثلة ما عقّب به بعد أحد الأحاديث قوله: "هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة".

2- توضيح العلل وذكرها: أكثر الإمام الترمذي من التعرض لذكر العلل التي تقدح في صحة الحديث، بل إنه أفرد جزءا في آخر كتابه لذكر أنواع علل الحديث، وكان يذكر أيضا ترجيح ما فيه خلاف بين الرفع والوقف أو الإرسال والوصل.

ثالثا: منهجه في ترتيب أحاديث سننه:

1- الترتيب على أبواب الفقه: رتّب الإمام الترمذي كتابه على أبواب الفقه، لأن الأحاديث التي أوردها يغلب عليها أحاديث الأحكام، ولذا سُـمّيَ بالسنن، ولكنه أورد في آخر جامعه أحاديث صفة القيامة والتفسير والمناقب.

2- ترتيب الأحاديث في الباب: اعتمد الإمام الترمذي تقديم الأحاديث المعلولة، حيث كان يبدأ بالأحاديث الغريبة المعلولة غالبا، ثم يذكر الأحاديث الصحيحة، وقصده بذلك أن يبيّن ما فيها من العلل، ثم يبيّن الصحيح في الإسناد، وكان ذلك أغلبيٌّ، أي أنه قد يبدأ بالحديث الصحيح ثم يُتبعه حديثا آخر مثله في الصحة أو دونه.

رابعا: منهجه في غير الموصول (المرسل والمنقطع):

لم يشترط الإمام الترمذي على نفسه أن يُخرج الموصول فقط؛ ولذا أخرج بعض الأحاديث المرسلة والمنقطعة، وهي عنده على نوعين:

1- مرسل التابعي: وهو المشهور عند المحدثين في استعمال المرسل.
2- المنقطع: حيث يُطلق الإمام الترمذي عدة عبارات تفيد الانقطاع، فأحيانا يقول: "مرسل"، وأحيانا يستعمل اللفظ الشائع لدى المحدثين وهو "المنقطع"، وكثيرا ما يقول: "إسناده ليس بمتصل".  

خامسا: منهجه في الآثار الموقوفة:

كان الإمام الترمذي يبيّن مذاهب الفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بعبارات صريحة، ويذكر الحديث الموقوف ويقول: "حديثٌ موقوف"، أو يقول: "فلانٌ لم يرفعه"، وكان يورد الموقوف أحيانا يقوِّي به الحديث الضعيف فيصير حسنا.

سادسا: منهجه في تكرار الحديث:

تجنّب الإمام الترمذي التكرار، فلم يتكرر عنده إلا القليل من الحديث، في مواضع قليلة، حتى لا يَعرف الناظر فيه ذلك إلا بعد التأمل والبحث، ولكنه في تكراره قد يُراعي المغايرة بفائدة جديدة في متن الحديث أو إسناده، وقد لا يُراعي ذلك.

سابعا: منهجه في بيان طرق الحديث واختصارها:

الأصل في إخراج الأحاديث بأسانيدها أن يُفرَد كل حديث بالرواية سنداً ومتناً، ولكن خشية التطويل دفعت الأئمة – ومنهم الإمام الترمذي – إلى اتباع طرق للاختصار، منها:

1- جمع الشيوخ بالعطف: جمع بين شيوخه بالعطف بحرف الواو، طلبا للاختصار، وعدم تكرار الجزء المشترك من الإسناد بأكمله، ومن ذلك قوله في سننه: "حدثنا قُتيبة وهنّاد ومحمود بن غيلان، قالوا: حدثنا وكيع..." الحديث.

2- جمع الأسانيد بالتحويل: جمع بين الأسانيد باستخدام حرف يدل على التحويل -أي الانتقال من سند إلى آخر- وهو حرف "ح"، والهدف من التحويل اختصار الأسانيد التي تلتقي عند راو معين، بعدم تكرار القدر المشترك بينها، وتوضع حاء التحويل "ح" عند الراوي الذي تلتقي عند الأسانيد، ويكون عليه مدار مخرج الحديث، وقد توضع حاء التحويل بعد ذكر جزء من المتن، عند الموضع الذي يبدأ فيه اختلاف الروايتين.

3- ذكر بعض الطرق أو جزء من حديث والإشارة إلى الباقي للاختصار: إذا كان للحديث أكثر من إسناد أو متن، فإنه قد يذكر بعضها ويشير إلى باقيها، دون أن يذكرها بطولها، قال الإمام الترمذي في سننه بعد أن ذكر أحد الأحاديث: "وقد رُوي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، وحديث أبي هريرة إنما صحّ لأنه رُوي من غير وجه".

ثامنا: منهجه في الجرح والتعديل وتعريف الرواة:

اعتاد الإمام الترمذي ذكر شيء من تعديل بعض الرواة أو تجريحهم كلما دعت حاجةٌ إلى ذلك، وقد يذكر شيئاً من التعريف ببعض الرواة كبيان أن فلانا من الصحابة أو التابعين، أو أنه كوفيٌّ أو بصريٌّ، أو بيان تاريخ مولد أو وفاة أو اختلاط راوٍ معيّن، وغير ذلك مما ينفع في توضيح اتصال أو انقطاع بين راويين، أو تمييز راو من غيره.
ومن أمثلة ما أورده في الجرح والتعديل بعد إيراده للحديث قوله: "وابن لهيعة ضعيفٌ عند أهل الحديث، ضعّفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قِبـَلِ حفظه"، ومثال ما أورده لتوضيح انقطاع بين راويين قوله: "قال ابن عيينة: لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث التخليل".

منهج الإمام الترمذي المتعلق بالمتون

أولا: منهجه في تراجم الأبواب ومسالكها:

كان الغالب على تراجم أبواب السنن (التراجم الظاهرة)، وقلّما تجد فيها تراجم استنباطية أو مرسلة، ولكن الإمام الترمذي نوّع بين المسالك التي استخدمها في تلك التراجم، وينتظم إيضاح ذلك فيما يلي:

1- التراجم الظاهرة: هي التي يدل عنوان الباب فيها على مضمونه من الأحاديث دلالة واضحة، لا يحتاج القارئ فيها إلى إعمال فكره لمعرفة وجه الاستدلال، ومن المسالك التي استخدمها في هذا النوع من التراجم: 
- الاستفهام، مثل: "بابٌ هل تنقض المرأة شعرها عند الغسل؟".
- الصيغة الخبرية العامة، مثل: "باب ما جاء في السواك".
- الصيغة الخبرية الخاصة، مثل: "باب ما جاء في أن مسح الرأس مرة".
- الاقتباس من لفظ الحديث، مثل: "باب لا تُقبل صلاة بغير طُهور".

2- التراجم الخفية (الاستنباطية): هي أن يأتي في لفظ الترجمة احتمالٌ لأكثر من معنى، فيعيّن أحد الاحتمالين بما يذكر تحتها من الحديث، أو أن يكون الاحتمال في الحديث والتعيين في الترجمة، ، ومن المسالك التي استخدمها في هذا النوع من التراجم:
- كون الترجمة أعمُّ من الـمُترجم له، مثل قوله: "باب ما جاء في الوضوء من القيء والرعاف"، ثم أخرج حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر فتوضأ.. الحديث، فالترجمة هنا أعمّ، لأن فيها ذِكر القيء والرعاف، وليس في الحديث إلا ذكر القيء.
- كون الترجمة أخصّ من المترجم له، مثل قوله: "باب ما جاء في السهو عن وقت صلاة العصر"، ثم أخرج حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: (الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه)، فالترجمة هنا أخصّ، لأن فيها ذكر السهو فقط، والحديث فيه ذكر الفوت، وهو أعم من الفَوت بالسهو فقط.
- تطابق الترجمة مع أحاديث الباب بطريق الاستنتاج لعلاقة اللزوم، مثل قوله: "باب ما جاء متى يؤمر الصبيّ بالصلاة"، ثم أخرج حديث سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه مرفوعا: (علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر)، ويلزم من هذا الحديث أن يكون أمر الصبي بالصلاة بين السابعة والعاشرة، أي بعد تعليمه وقبل ضربه إذا لم يمتثل الأمر.

3- التراجم المرسلة: لم يُكثر الإمام الترمذي منها، وأوردها مرات قليلة، مثل قوله: "باب منه آخر. حدثنا هناد، حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق.. " الحديث.

ثانيا: منهجه في ذكر الفوائد ومختلف الحديث:

اعتنى الإمام الترمذي بالألفاظ الغريبة، واهتم ببيانها وإيضاحها، وذكر بعض الفوائد واللطائف بعد إيراد الأحاديث، ومن ذلك:

1- غريب الحديث: شرح الإمام الترمذي كثيرا من الألفاظ الغريبة واعتنى بإيضاحها، ومن ذلك قوله: "ومعنى قوله فانـخَـــنستُ يعني تنحّيت عنه".

2- ذكر الناسخ والمنسوخ: كان الإمام الترمذي يصرِّح أحيانا بأن الحديث منسوخ، أو بأنه الآخر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يكتفي أحيانا أخرى بتأخير الناسخ.

3- ذكر مختلف الحديث: كان الإمام الترمذي يبين مختلف الحديث، ويحلُّ بعض ما أُشكل منه، ومن ذلك كلامه عن ليلة القدر: "وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر أنها ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وآخر ليلة من رمضان"، ثم قال: "قال الشافعي: كأن هذا عندي - والله أعلم - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُجيب على نحو ما يُسأل عنه. يقال له: نلتمسها في ليلة كذا، فيقول: التمسوها في ليلة كذا".

السبت، 5 أبريل 2014

جمع شرح حديث البراء رضي الله عنه الأخ محمد الحمراني

قام الأخ محمد الحمراني بجمع شروح حديث البراء
وأرسلها في ملف  pdf لنستفيد منها
جزاه الله خير الجزاء
حمل من هنا 

تراجم الصحابة في الأحاديث الخمسة

الأحاديث الخمسة المطلوبة توقعت يكون هناك سؤال عن تراجم الصحابة المذكروين فجمعت هذا على عجل ...

تراجم الصحابة في الأحاديث الخمسة :

عبد  الله  بن  عباس
اسم  المصنف        الصحابي  عبد  الله  بن  عباس  بن  عبد  المطلب  القرشي  الهاشمي،  أبو  العباس
تاريخ  الوفاة        68
عبد  الله  بن  عباس  بن  عبد  المطلب  القرشي  الهاشمي،  أبو  العباس:  حبر  الأمة،  الصحابي  الجليل.
ولد  بمكة،  ونشأ  في  بدء  عصر  النبوة،  فلازم  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  وروى  عنه  الأحاديث  الصحيحة.
وشهد  مع  علي  الجمل  وصفين.
وكف  بصره  في  آخر  عمره،  فسكن  الطائف،  وتوفي  بها.
له  في  الصحيحين  وغيرهما  1660  حديثا.
قال  ابن  مسعود:  نعم،  ترجمان  عباس.
وقال  عمرو  بن  دينار:  ما  رأيت  مجلسا  كان  أجمع  لكل  خير  من  مجلس  ابن  عباس،  الحلال  والحرام  والعربية  والأنساب  والشعر.
وقال  عطاء:  كان  ناس  يأتون  ابن  عباس  في  الشعر  والأنساب،  وناس  يأتونه  لأيام  العرب  ووقائعهم،  وناس  يأتونه  للفقه  والعلم،  فما  منهم  صنف  إلا  يقبل  عليهم  بما  يشاؤون.
وكان  كثيرا  ما  يجعل  أيامه  يوما  للفقه،  ويوما  للتأويل،  ويوما  للمغازي،  ويوما  للشعر،  ويوما  لوقائع  العرب.
وكان  عمر  إذا  أعضلت  عليه  قضية  دعا  ابن  عباس  وقال  له:  أنت  لها  ولأمثالها،  ثم  يأخذ  بقوله  ولا  يدعو  لذلك  أحدا  سواه.
وكان  آية  في  الحفظ،  أنشده  ابن  أبي  ربيعة  قصيدته  التي  مطلعها:  «أمن  آل  نعم  أنت  غاد  فمبكر»  فحفظها  في  مرة  واحدة،  وهي  ثمانون  بيتا،  وكان  إذا  سمع  النوادب  سد  أذنيه  بأصابعه،  مخافة  أن  يحفظ  أقوالهن.
ولحسان  بن  ثابت  شعر  في  وصفه  وذكر  فضائله.
وينسب  إليه  كتاب  في  «تفسير  القرآن  -  ط»  جمعه  بعض  أهل  العلم  من  مرويات  المفسرين  عنه  في  كل  آية  فجاء  تفسيرا  حسنا.
وأخباره  كثيرة  .

=================
أبو هريرة رضي الله عنه :
الصحابي  الجليل  أبو  هريرة  -رضي  الله  عنه-،  كان  اسمه  قبل  إسلامه  عبد  شمس،  فلما  شرح  الله  صدره  للإسلام  سماه  الرسول  (  عبد  الرحمن،  وكناه  الصحابة  بأبي  هريرة،  ولهذه  الكنية  سبب  طريف،  حيث  كان  عبد  الرحمن  يعرف  بعطفه  الكبير  على  الحيوان،  وكانت  له  هرة  (قطة)  يحنو  عليها،  ويطعمها،  ويرعاها،  فكانت  تلازمه  وتذهب  معه  في  كل  مكان،  فسمي  بذلك  أبا  هريرة،  وكان  رسول  الله  (  يدعوه  أبا  هريرة،  فيقول  له:  (خذ  يا  أبا  هريرة)  [البخاري]

وقد  ولد  أبو  هريرة  في  قبيلة  دوس  (إحدى  قبائل  الجزيرة)،  وأسلم  عام  فتح  خيبر  (سنة  7هـ)، 



وعاش  أبو  هريرة  لا  يبتغي  من  الدنيا  سوى  رضا  الله  وحب  عباده  من  المسلمين  حتى  حضرته  الوفاة،  فبكى  شوقًا  إلى  لقاء  ربه،  ولما  سئل:  ما  يبكيك؟  قال:  من  قلة  الزاد  وشدة  المفازة،  وقال:  اللهم  إني  أحب  لقاءك  فأحبب  لقائي.  وتوفي  -رضي  الله  عنه-  بالمدينة  سنة  (59  هـ)،  وقيل  سنة  (57هـ)،  وعمره  (78)  سنة،  ودفن  بالبقيع  بعدما  ملأ  الأرض  علمًا،  وروى  أكثر  من  (5000)  حديث.


 ومنذ  إسلامه  كان  يصاحب  النبي  (  ويجلس  معه  وقتًا  كبيرًا؛  لينهل  من  علمه  وفقهه،  وحاول  أبو  هريرة  أن  يدعو  أمه  إلى  الإسلام  كثيرًا،  فكانت  ترفض،  وذات  يوم  عرض  عليها  الإسلام  فأبت،  وقالت  في  رسول  الله  (  كلامًا  سيِّئًا،  فذهب  أبو  هريرة  إلى  الرسول  (،  وهو  يبكي  من  شدة  الحزن،  ويقول:  يا  رسول  الله،  إنى  كنت  أدعو  أمي  إلى  الإسلام  وهى  مشركة،  فدعوتها  اليوم  فأسمعتني  فيك  ما  أكره،  فادع  الله  أن  يهدي  أم  أبي  هريرة.
فقال  رسول  الله  (:  (اللهم  اهد  أم  أبي  هريرة)،  فخرج  أبو  هريرة  من  عند  الرسول  (  فرحًا  مستبشرًا  بدعوة  نبي  الله  (،  وذهب  إلى  أمه  ليبشرها،  فوجد  الباب  مغلقًا،  وسمع  صوت  الماء  من  الداخل،  فنادت  عليه  أمه،  وقالت:  مكانك  يا  أبا  هريرة،  وطلبت  ألا  يدخل  حتى  ترتدي  خمارها،  ثم  فتحت  لابنها  الباب،  وقالت:  يا  أبا  هريرة،  أشهد  أن  لا  إله  إلا  الله  وأن  محمدًا  عبده  ورسوله.
فرجع  أبو  هريرة  إلى  الرسول  (  يبكي  من  الفرح،  ويقول:  يا  رسول  الله  أبشر،  قد  استجاب  الله  دعوتك،  وهدى  أم  أبي  هريرة،  فحمد  الرسول  (  ربه،  وأثنى  عليه  وقال  خيرًا،  ثم  قال  أبو  هريرة:  يا  رسول  الله،  ادع  الله  أن  يحببني  أنا  وأمي  إلى  عباده  المؤمنين،  ويحببهم  إلينا،  فقال  رسول  الله  (:  (اللهم  حبّبْ  عُبَيْدَك  هذا  وأمه  إلى  عبادك  المؤمنين،  وحبب  إليهم  المؤمنين)،  قال  أبو  هريرة:  فما  خلق  مؤمن  يسمع  بي  ولا  يراني  إلا  أحبني.
[مسلم].

وكان  أبو  هريرة  -رضي  الله  عنه-  يحب  الجهاد  في  سبيل  الله،  فكان  يخرج  مع  المسلمين  في  الغزوات،  وكان  يواظب  على  جلسات  العلم  ويلازم  النبي  (،  فكان  أكثر  الصحابة  ملازمة  للنبي  (  وأكثرهم  رواية  للأحاديث  عنه  (،  حتى  قال  عنه  الصحابة:  إن  أبا  هريرة  قد  أكثر  الحديث،  وإن  المهاجرين  والأنصار  لم  يتحدثوا  بمثل  أحاديثه،  فكان  يرد  عليهم  ويقول:  إن  إخواني  من  الأنصار  كان  يشغلهم  عمل  أراضيهم،  وإن  إخواني  من  المهاجرين  كان  يشغلهم  الصفق  بالأسواق  (التجارة)،  وكنت  ألزم  رسول  الله  (  على  ملء  بطني،  فأشهد  إذا  غابوا  وأحفظ  إذا  نسوا.
ولقد  قال  رسول  الله  (  يومًا:  (من  يبسط  ثوبه  فلن  ينسى  شيئًا  سمعه  مني،  فبسطت  ثوبي  حتى  قضى  من  حديثه،  ثم  ضممتها  إليَّ،  فما  نسيت  شيئًا  سمعته  منه)  [مسلم]،  ولولا  آيتان  أنزلهما  الله  في  كتابه  ما  حدثت  شيئًا  أبدًا  {إن  الذين  يكتمون  ما  أنزلنا  من  البينات  والهدى  من  بعد  ما  بيناه  للناس  في  الكتاب  أولئك  يلعنهم  الله  ويلعنهم  اللاعنون.  إلا  الذين  تابوا  وأصلحوا  وبينوا  فأولئك  أتوب  عليهم  وأنا  التواب  الرحيم  }  [البقرة:  159-  160].
وكان  لأبي  هريرة  -رضي  الله  عنه-  ذاكرة  قوية  قادرة  على  الحفظ  السريع  وعدم  النسيان،  قال  عنه  الإمام  الشافعي  -رحمه  الله-  :  إنه  أحفظ  من  روى  الحديث  في  دهره.  وقال  هو  عن  نفسه:  ما  من  أحد  من  أصحاب  رسول  الله  (  أكثر  حديثًا  عنه  مني،  إلا  ما  كان  من  عبد  الله  بن  عمرو  بن  العاص  فإنه  كان  يكتب  ولا  أكتب.
وكان  يحب  العلم،  فكان  طلابه  يقبلون  عليه،  حتى  يملئوا  بيته،  كما  كان  مقدرًا  للعلم،  فذات  يوم  كان  ممددًا  قدميه  فقبضهما  ثم  قال:  دخلنا  على  رسول  الله  (  حتى  ملأنا  البيت  وهو  مضطجع  لجنبه،  فلما  رآنا  قبض  رجليه  ثم  قال:  (إنه  سيأتيكم  أقوام  من  بعدي  يطلبون  العلم،  فرحبوا  بهم  وحيُّوهم  وعلموهم)  [ابن  ماجه].
وكان  أبو  هريرة  شديد  الفقر،  لدرجة  أنه  كان  يربط  على  بطنه  حجرًا  من  شدة  الجوع،  وذات  يوم  خرج  وهو  جائع  فمر  به  أبو  بكر  -رضي  الله  عنه-،  فقام  إليه  أبو  هريرة  وسأله  عن  تفسير  آية  من  كتاب  الله،  وكان  أبو  هريرة  يعرف  تفسيرها،  لكنه  أراد  أن  يصحبه  أبو  بكر  إلى  بيته  ليطعمه،  لكن  أبا  بكر  لم  يعرف  مقصده،  ففسر  له  الآية  وتركه  وانصرف،  فمر  على  أبي  هريرة  عمر  بن  الخطاب  -رضي  الله  عنه-  فسأله  ففعل  معه  مثلما  فعل  أبو  بكر.
ثم  مر  النبي  (  فعلم  ما  يريده  أبو  هريرة  فقال  له  النبي  (:  (أبا  هريرة)،  فقال:  لبيك  يا  رسول  الله،  فدخلت  معه  البيت،  فوجد  لبنًا  في  قدح،  فقال  (:  (من  أين  لكم  هذا؟)  قيل:  أرسل  به  إليك.  فقال  النبي  (:  (أبا  هريرة،  انطلق  إلى  أهل  الصفة  (الفقراء  الذين  يبيتون  في  المسجد)  فادعهم)،  فحزن  أبو  هريرة،  وقال  في  نفسه:  كنت  أرجو  أن  أشرب  من  اللبن  شربة  أتقوى  بها  بقية  يومي  وليلتي،  ثم  قال  في  نفسه:  لابد  من  تنفيذ  أمر  الرسول  (،  وذهب  إلى  المسجد،  ونادى  على  أهل  الصفة،  فجاءوا،  فقال  في  نفسه:  إذا  شرب  كل  هؤلاء  ماذا  يبقى  لي  في  القدح،  فأتوا  معه  إلى  بيت  النبي  (،  فقال  له  النبي  (:  (أبا  هر،  خذ  فأعطهم)،  فقام  أبو  هريرة  يدور  عليهم  بقدح  اللبن  يشرب  الرجل  منهم  حتى  يروى  ويشبع،  ثم  يعطيه  لمن  بعده  فيشرب  حتى  يشبع،  حتى  شرب  آخرهم،  ولم  يبق  في  القدح  إلا  شيء  يسير،  فرفع  النبي  (  رأسه  وهو  يبتسم  وقال:  (أبا  هر)  قلت:  لبيك  يا  رسول  الله،  قال:  (بقيت  أنا  وأنت)  قلت:  صدقت  يا  رسول  الله،  فقال  الرسول:  (فاقعد  فاشرب).
قال  أبو  هريرة:  فقعدت  فشربت،  فقال:  (اشرب).  فشربت،  فما  زال  النبي  (  يقول  لي  اشرب  فأشرب  حتى  قلت:  والذي  بعثك  بالحق  ما  أجد  له  مساغًا  (مكانًا)،  فقال  النبي  (:  (ناولني  القدح)  فأخذ  النبي  (  القدح  فشرب  من  الفضلة.  [البخاري].
وقد  أكرم  الله  أبا  هريرة  نتيجة  لإيمانه  وإخلاصه  لله  ورسوله  (،  فتزوج  من  سيدة  كان  يعمل  عندها  أجيرًا  قبل  إسلامه،  وفي  هذا  يقول:  نشأتُ  يتيمًا،  وهاجرت  مسكينًا،  وكنت  أجيرًا  عند  بسرة  بنت  غزوان  بطعام  بطني،  فكنت  أخدم  إذا  نزلوا،  وأحدوا  إذا  ركبوا  (أي  أمشى  أجر  ركائبهم)،  فزوجنيها  الله،  فالحمد  لله  الذي  جعل  الدين  قوامًا،  وجعل  أبا  هريرة  إمامًا.
وفي  عهد  عمر  بن  الخطاب  -رضي  الله  عنه-  تولى  أبو  هريرة  إمارة  البحرين،  وكان  نائبًا  لمروان  بن  الحكم  على  المدينة،  فإن  غاب  مروان  كان  هو  الأمير  عليها،  وكان  يحمل  حزمة  الحطب  على  ظهره  في  السوق  ويراه  الناس.
وكان  أبو  هريرة  -رضي  الله  عنه-  ناصحًا  للناس؛  يأمرهم  بالمعروف  وينهاهم  عن  المنكر،  وبينما  كان  يمر  بسوق  المدينة  رأى  الناس  قد  اشتغلوا  بالدنيا،  فوقف  في  وسط  السوق  وقال:  يا  أهل  السوق:  إن  ميراث  رسول  الله  (  يقسم  وأنتم  هنا،  ألا  تذهبون  فتأخذوا  نصيبكم  منه!  فقالوا:  وأين  هو؟  قال:  في  المسجد.  فأسرع  الناس  إلى  المسجد  ثم  رجعوا  إلى  أبي  هريرة  فقال  لهم:  ما  لكم  رجعتم؟!  قالوا:  يا  أبا  هريرة،  قد  ذهبنا  إلى  المسجد،  فدخلنا  فيه  فلم  نر  فيه  شيئًا  يقسم!  فقال:  وماذا  رأيتم؟  قالوا:  رأينا  قومًا  يصلون،  وقومًا  يقرءون  القرآن،  وقومًا  يذكرون  الحلال  والحرام،  فقال  لهم  أبو  هريرة:  فذاك  ميراث  محمد  (.
وعاش  أبو  هريرة  لا  يبتغي  من  الدنيا  سوى  رضا  الله  وحب  عباده  من  المسلمين  حتى  حضرته  الوفاة،  فبكى  شوقًا  إلى  لقاء  ربه،  ولما  سئل:  ما  يبكيك؟  قال:  من  قلة  الزاد  وشدة  المفازة،  وقال:  اللهم  إني  أحب  لقاءك  فأحبب  لقائي.  وتوفي  -رضي  الله  عنه-  بالمدينة  سنة  (59  هـ)،  وقيل  سنة  (57هـ)،  وعمره  (78)  سنة،  ودفن  بالبقيع  بعدما  ملأ  الأرض  علمًا،  وروى  أكثر  من  (5000)  حديث.

==========


جَابِرُ  بنُ  عَبْدِ  اللهِ  السَّلَمِيُّ
نسبه
جَابِرُ  بنُ  عَبْدِ  اللهِ  بنِ  عَمْرِو  بنِ  حَرَامٍ،  السَّلَمِيُّ  الإِمَامُ  الكَبِيْرُ،  المُجْتَهِدُ،  الحَافِظُ،  صَاحِبُ  رَسُوْلِ  اللهِ  صَلَّى  اللهُ  عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ،  أَبُو  عَبْدِ  اللهِ،  وَأَبُو  عَبْدِ  الرَّحْمَنِ  الأَنْصَارِيُّ،  الخَزْرَجِيُّ،  المَدَنِيُّ،  الفَقِيْهُ،  مِنْ  أَهْلِ  بَيْعَةِ  الرُّضْوَانِ،  وَكَانَ  آخِرَ  مَنْ  شَهِدَ  لَيْلَةَ  العَقَبَةِ  الثَّانِيَةِ  مَوْتًا.

رواياته  للحديث

رَوَى  عِلْمًا  كَثِيْرًا  عَنِ  النَّبِيِّ  صَلَّى  اللهُ  عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ،  وَعَنْ:  عُمَرَ،  وَعَلِيٍّ،  وَأَبِي  بَكْرٍ،  وَأَبِي  عُبَيْدَةَ،  وَمُعَاذِ  بنِ  جَبَلٍ،  وَالزُّبَيْرِ،  وَطَائِفَةٍ.

(مُسْنَدُهُ):  بَلَغَ  أَلْفًا  وَخَمْسَ  مائَةٍ  وَأَرْبَعِيْنَ  حَدِيْثًا.

اتَّفَقَ  لَهُ  الشَّيْخَانِ:  عَلَى  ثَمَانِيَةٍ  وَخَمْسِيْنَ  حَدِيْثًا،  وَانْفَرَدَ  لَهُ  البُخَارِيُّ:  بِسِتَّةٍ  وَعِشْرِيْنَ  حَدِيْثًا،  وَمُسْلِمٌ:  بِمائَةٍ  وَسِتَّةٍ  وَعِشْرِيْنَ  حَدِيْثًا.

مشاهده  مع  رسول  الله
شَهِدَ  لَيْلَةَ  العَقَبَةِ  مَعَ  وَالِدِهِ،  وَكَانَ  وَالِدُهُ  مِنَ  النُّقَبَاءِ  البَدْرِيِّيْنَ،  اسْتُشْهِدَ  يَوْمَ  أُحُدٍ،  وَقَدِ  انْكَشَفَ  عَنْهُ  قَبْرُهُ  إِذْ  أَجْرَى  مُعَاوِيَةُ  عَيْنًا  عِنْدَ  قُبُوْرِ  شُهَدَاءِ  أُحُدٍ،  فَبَادَرَ  جَابِرٌ  إِلَى  أَبِيْهِ  بَعْدَ  دَهْرٍ،  فَوَجَدَهُ  طَرِيًّا  لَمْ  يَبْلُ.

وعَنْ  جَابِرٍ،  قَالَ:

غَزَوْتُ  مَعَ  رَسُوْلِ  اللهِ  صَلَّى  اللهُ  عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ  سِتَّ  عَشْرَةَ  غَزْوَةٍ،  لَمْ  أَقْدِرْ  أَنْ  أَغْزُوَ  حَتَّى  قُتِلَ  أَبِي  بِأُحُدٍ،  كَانَ  يُخَلِّفُنِي  عَلَى  أَخَوَاتِي،  وَكُنَّ  تِسْعًا،  فَكَانَ  أَوَّلَ  مَا  غَزَوْتُ  مَعَهُ  حَمْرَاءُ  الأَسَدِ.

وَكَانَ  جَابِرٌ  قَدْ  أَطَاعَ  أَبَاهُ  يَوْمَ  أُحُدٍ،  وَقَعَدَ  لأَجْلِ  أَخَوَاتِهِ،  ثُمَّ  شَهِدَ  الخَنْدَقَ  وَبَيْعَةَ  الشَّجَرَةِ،  وَشَاخَ،  وَذَهَبَ  بَصَرُهُ،  وَقَارَبَ  التِّسْعِيْنَ.

وَقَدْ  وَرَدَ:  أَنَّهُ  شَهِدَ  بَدْرًا.
قِيْلَ:  إِنَّهُ  عَاشَ  أَرْبَعًا  وَتِسْعِيْنَ  سَنَةً،  فَعَلَى  هَذَا،  كَانَ  عُمُرُهُ  يَوْمَ  بَدْرٍ  ثَمَانِيَ  عَشْرَةَ  سَنَةً.
وَرُوِيَ  عَنْ  جَابِرٍ،  قَالَ:  كُنْتُ  فِي  جَيْشِ  خَالِدٍ  فِي  حِصَارِ  دِمَشْقَ.
قَالَ  ابْنُ  سَعْدٍ:  شَهِدَ  جَابِرٌ  العَقَبَةَ  مَعَ  السَّبْعِيْنَ،  وَكَانَ  أَصْغَرَهُم.

وَقَالَ  جَابِرٌ:  قَالَ  لَنَا  رَسُوْلُ  اللهِ  صَلَّى  اللهُ  عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ  يَوْمَ  الحُدَيْبِيَةِ:  (أَنْتُمُ  اليَوْمَ  خَيْرُ  أَهْلِ  الأَرْضِ).  وَكُنَّا  أَلْفًا  وَأَرْبَعَ  مائَةٍ.

وروى  البخاري  في  الصحيح  في:  باب  صَبِّ  النَّبِيِّ  صَلَّى  اللَّهُ  عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ    وَضُوءَهُ  عَلَى  الْمُغْمَى  عَلَيْهِ،  عَنْ  مُحَمَّدِ  بْنِ  الْمُنْكَدِرِ  قَالَ:  سَمِعْتُ  جَابِرًا  يَقُولُ:جَاءَ  رَسُولُ  اللَّهِ  صَلَّى  اللَّهُ  عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ  يَعُودُنِي  وَأَنَا  مَرِيضٌ  لا  أَعْقِلُ،  فَتَوَضَّأَ،  وَصَبَّ  عَلَيَّ  مِنْ  وَضُوئِهِ،  فَعَقَلْتُ.

رحلته  الطويلة  في  طلب  حديث  واحد     

قال  الإمامُ  البخاريُّ  في  الصحيحِ  في  باب  الْخُرُوجِ  فِي  طَلَبِ  الْعِلْمِ:  وَرَحَلَ  جَابِرُ  بْنُ  عَبْدِ  اللَّهِ  مَسِيرَةَ  شَهْرٍ  إِلَى  عَبْدِ  اللَّهِ  بْنِ  أُنَيْسٍ  فِي  حَدِيثٍ  وَاحِدٍ.

وهو  حديثٌ  أخرجَهُ  البخاريُّ  في  الأدبِ  المفردِ  وأحمدُ  وأبو  يَعْلَى  في  مُسنديهما  من  طريقِ  عبدِ  الله  بنِ  محمد  بنِ  عقيل  أنه  سمع  جابرَ  بنَ  عبدِ  الله  يقول:  بلغني  عن  رجلٍ  حديثًا  سَمِعَه  منْ  رسولِ  اللهِ  صَلَّى  اللَّهُ  عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ  فاشتريتُ  بعيرًا  ثم  شَدَدْتُ  رَحلِي  فَسِرْتُ  إليه  شهرًا،  فإذا  عَبْد  اللَّهِ  بْن  أُنَيْسٍ،  فقلت  للبواب:  قلْ  لَهُ  جابرٌ  على  البابِ.

فقال:  ابنُ  عبدِ  اللهِ؟  قلتُ:  نَعَمْ.  فَخَرَجَ  فاعْتَنَقَني.  فقلْتُ:  حديثٌ  بلغني  عنكَ  أنَّكَ  سمعتَه  مِنْ  رَسولِ  اللهِ  صَلَّى  اللَّهُ  عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ،  فخشيتُ  أنْ  أموتَ  قبلَ  أنْ  أسمعَهُ.  فأخبَرَهُ  الحديثَ.

قالَ  العلماءُ:  وفي  حديثِ  جابرٍِِ  دليلٌ  على  طلبِ  عُلُوِّ  الإسنادِ،  لأنَّهُ  بلغه  الحديث  عن  عَبْدِ  اللَّهِ  بْنِ  أُنَيْسٍ  فلم  يقنعه  حتى  رَحَلَ  فأخذَهُ  عَنْه  بِلا  واسِطَة.

وفاته   

كَانَ  جابر  آخِرَ  مَنْ  شَهِدَ  العَقَبَةَ  مَوْتًا  رَضِيَ  اللهُ  عَنْهُ.  قَالَ  الوَاقِدِيُّ  وَطَائِفَةٌ:  مَاتَ  سَنَةَ  ثَمَانٍ  وَسَبْعِيْنَ،  وَهُوَ  ابْنُ  أَرْبَعٍ  وَتِسْعِيْنَ  سَنَةً،  وَكَانَ  قَدْ  ذَهَبَ  بَصَرُهُ،  وَرَأَيْتُ  عَلَى  سَرِيْرِهِ  بُرْدًا.

وَصَلَّى  عَلَيْهِ:  أَبَانُ  بنُ  عُثْمَانَ،  وَهُوَ  وَالِي  المَدِيْنَةِ.

رضي  الله  عنه  وأرضاه

===============

عائشة  بنت  أبي  بكر  أم  المؤمنين 
(توفيت  سنة  58  هـ،  678م)  إحدى  زوجات  رسول  الله  محمد  بن  عبد  الله  ومن  أمهات  المؤمنين.  ولدت  قبل  البعثة  بأربع  سنين  تقريباً  وأختها  أسماء  بنت  أبي  بكر  حينئذ  في  عمر  الرابعة  عشرة  وهي  التي  تكبرها  بعشرة  أعوام  تقريباً.  روت  عائشة  العديد  من  الأحاديث  النبوية  عن  الرسول  محمد  بن  عبد  الله  وخاصة  ما  يتعلق  بحياته  الخاصة،  بلغ  عددها  2210  منها  316  في  صحيح  البخاري  ومسلم.

أبوها:  أبو  بكر  عبد  الله  بن  أبي  قحافة  عثمان  بن  عامر  بن  عمرو  بن  كعب  بن  سعد  بن  تيم  بن  مرة  بن  كعب  بن  لؤي  بن  غالب  بن  فهر  بن  مالك  بن  قريش  بن  كنانة  بن  خزيمة  بن  مدركة  بن  إلياس  بن  مضر  بن  نزار  بن  معد  بن  عدنان.
أمها  :  أم  رومان  بنت  عامر  بن  عويمر  بن  عبد  شمس  بن  عتاب  بن  أذينة  بن  سبيع  بن  دهمان  بن  الحارث  بن  غنم  بن  ثعلبة  بن  مالك  بن  كنانة  بن  خزيمة  بن  مدركة  بن  إلياس  بن  مضر  بن  نزار  بن  معد  بن  عدنان.
نشأتها
لقد  ولدت  أم  المؤمنين  عائشة  في  بيت  مليء  إيمانا  وعلما  وحكمة  وكرما  وشرفا  ونبلا  فنشأت  مع  إخوتها  بين  أبوين  كريمين  فتربت  على  الأدب  والخلق  الرفيع،  وتعلمت  من  أبيها  أشعار  العرب  وأيامهم  في  طفولتها  منذ  نعومة  أظفارها  قبل  أن  تنتقل  إلى  بيت  النبوة  الذي  عاشت  فيه  بداية  شبابها  وفيه  سمعت  ما  يتلى  من  آيات  الله  والحكمة  فكانت  من  أنجب  من  تربى  في  مدرسة  النبوة،  ولم  تتجاوز  العقد  الثاني  من  عمرها  حتى  استوعبت  جميع  ثقافة  مجتمعها  وتفوقت  على  غيرها  في  شتى  العلوم  المختلفة  الموجودة  في  ذلك  العصر  رضوان  الله  عليها.

======


البراء  بن  عازب  بن  حارث  بن  الخزرج  الأنصاري  ويكنى  أبا  عمارة...
ولد  رضي  الله  عنه  قبل  الهجرة  بعشر  سنوات،  قال  رضي  الله  عنه:  استصغرني  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  يوم  بدر  أنا  وابن  عمر  فرَدّنا  فلم  نشهدها،  وقال  محمد  بن  عمر:  أجاز  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  البراء  بن  عازب  يوم  الخندق  وهو  ابن  خمس  عشرة  سنة  ولم  يجز  قبلها.

صحب  البراء  بن  عازب  النبي  (  صلى  الله  عليه  وآله  )  ،  وكان  من  أنصاره  الأوفياء  ،  كما  شهد  أكثر  الغزوات  ،  ويقول  :  غزوت  مع  رسول  الله  (  صلى  الله  عليه  وآله  )  ثماني  عشر  غزوة  .  وكان  أول  غزوة  شارك  فيها  هي  غزوة  الخندق  ،  وأما  في  غزوة  بدر  فقد  أرجعه  الرسول  (  صلى  الله  عليه  وآله  )  ،  ولم  يأذن  له  بالمشاركة  هو  ومجموعة  من  شباب  الصحابة  ،  لأن  أعمارهم  كانت  لم  تتجاوز  الخامسة  عشر  .  وبعد  وفاة  النبي  (  صلى  الله  عليه  وآله  )  والتحاقه  بالملأ  الأعلى  شارك  البراء  في  فتوحات  بلاد  فارس  ،  وكان  فتح  الري  على  يديه  ،  وكان  ذلك  سنة  (  24  هـ  ).  كما  شهد  البراء  فتح  مدينة  تُستر  [  شوشتر  ]  ،  وكان  مع  أمير  المؤمنين  (  عليه  السلام  )  في  حروبه  الثلاثة  (  الجمل  –  صفين  –  النهروان  )  ..

من  مواقفه  مع  الرسول  صلى  الله  عليه  وسلم

عن  البراء  بن  عازب  قال  لقيني  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  فأخذ  بيدي  فصافحني  فقلت  يا  رسول  الله  إن  كنت  أحسب  المصافحة  إلا  في  العجم  قال  صلى  الله  عليه  وسلم  نحن  أحق  بالمصافحة  منهم  ما  من  مسلمين  يلتقيان  فيأخذ  أحدهما  بيد  صاحبه  بمودة  ونصيحة،  إلا  ألقى  الله  ذنوبهما  بينهما.
وعنه  رضي  الله  عنه  قال:  كان  النبي  صلى  الله  عليه  وسلم  ينقل  التراب  يوم  الخندق  حتى  أغمر  بطنه  أو  اغبر  بطنه  يقول:
"والله  لولا  الله  ما  اهتدينا  ولا  تصدقنا  ولا  صلينـا
فأنزلن  سـكينة  علينـا  وثبت  الأقدام  إن  لاقينا
إن  الألى  قد  بغوا  علينـا  إذا  أرادوا  فتنة  أبينـا"
ورفع  بها  صوته  "أبينا  أبينا"
وفي  البخاري  عن  سعد  بن  عبيدة  قال  حدثني  البراء  بن  عازب  رضي  الله  عنهما  قال:  قال  لي  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم:  "إذا  أتيت  مضجعك  فتوضأ  وضوءك  للصلاة  ثم  اضطجع  على  شقك  الأيمن  وقل  اللهم  أسلمت  نفسي  إليك  وفوضت  أمري  إليك  وألجأت  ظهري  إليك  رهبة  ورغبة  إليك  لا  ملجأ  ولا  منجا  منك  إلا  إليك  آمنت  بكتابك  الذي  أنزلت  وبنبيك  الذي  أرسلت  فإن  مت  مت  على  الفطرة  فاجعلهن  آخر  ما  تقول"  فقلتُ  أستذكرهن  وبرسولك  الذي  أرسلت  قال  "لا  وبنبيك  الذي  أرسلت"


من  مواقفه  مع  الصحابة  رضي  الله  عنهم

روى  البخاري  بسنده  عن  أبي  إسحاق  قال:  سمعت  البراء  يحدث  قال  ابتاع  أبو  بكر  من  عازب  رحلا  فحملته  معه.  قال:  فسأله  عازب  عن  مسير  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  قال:  أخذ  علينا  بالرصد  فخرجنا  ليلا  فأحثثنا  ليلتنا  ويومنا  حتى  قام  قائم  الظهيرة  ثم  رفعت  لنا  صخرة  فأتيناها  ولها  شيء  من  ظل  قال:  ففرشت  لرسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  فروة  معي  ثم  اضطجع  عليها  النبي  صلى  الله  عليه  وسلم.
فانطلقت  أنفض  ما  حوله  فإذا  أنا  براع  قد  أقبل  في  غنيمة  يريد  من  الصخرة  مثل  الذي  أردنا  فسألته:  لمن  أنت  يا  غلام؟
فقال:  أنا  لفلان.
فقلت  له:  هل  في  غنمك  من  لبن؟
قال:  نعم.
قلت  له:  هل  أنت  حالب؟
قال:  نعم.
فأخذ  شاة  من  غنمه  فقلت  له:  انفض  الضرع.
قال:  فحلب  كثبة  من  لبن  ومعي  إداوة  من  ماء  عليها  خرقة  قد  روأتها  لرسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم،  فصببت  على  اللبن  حتى  برد  أسفله،  ثم  أتيت  به  النبي  صلى  الله  عليه  وسلم  فقلت:  اشرب  يا  رسول  الله،  فشرب  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  حتى  رضيت،  ثم  ارتحلنا  والطلب  في  إثرنا،
قال  البراء:  فدخلت  مع  أبي  بكر  على  أهله،  فإذا  عائشة  ابنته  مضطجعة  قد  أصابتها  حمى  فرأيت  أباها  فقبل  خدها  وقال  كيف  أنت  يا  بنية.
وروى  البخاري  بسنده  عن  البراء  رضي  الله  عنه  قال:  أول  من  قدم  علينا  من  أصحاب  النبي  صلى  الله  عليه  وسلم  مصعب  بن  عمير  وابن  أم  مكتوم  فجعلا  يقرئاننا  القرآن  ثم  جاء  عمار  وبلال  وسعد  ثم  جاء  عمر  بن  الخطاب  في  عشرين  ثم  جاء  النبي  صلى  الله  عليه  وسلم  فما  رأيت  أهل  المدينة  فرحوا  بشيء  فرحهم  به  حتى  رأيت  الولائد  والصبيان  يقولون  هذا  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  قد  جاء  فما  جاء  حتى  قرأت  سبح  اسم  ربك  الأعلى  في  سور  مثلها.
وكان  البراء  بن  عازبٍ  رضي  الله  عنه  من  قادة  الفتوح،  وقد  عينه  عثمان  بن  عفان  رضي  الله  عنه  في  خلافته  على  الري  سنة  24هـ  فغزا  قزوين  وما  والاها,  وفتحها  وفتح  زنجان  عنوة.
وقد  شهد  البراء  بن  عازبٍ  رضي  الله  عنه  غزوة  تستر  مع  أبي  موسى  وشهد  أيضًا  وقعتي  الجمل  وصفين  وقتال  الخوارج  ونزل  الكوفة  وابتنى  بها  دارًا...





الخميس، 3 أبريل 2014